ماذا أقول لشعب الصمود و التحدي في زمان الردة و التردي؟
ماذا أقول لرجال أعادوا لذاكرتنا المطموسة معاني الفداء و الجهاد ؟
ماذا أقول لشعب أراد أن يموت تحت القصف و النار لتحيى المبادئ؟
ماذا أقول لشعب جدد فينا روح الكفاح في بدر و اليرموك و الرمادي؟
ماذا أقول لشعب نسج لنا من صموده و صبره ثوب عز و فخر...
أقول له مت عزيزا أو عش كريما...فالتشبث بالحياة مع الذل و الهوان هو بعينه الموت و الفناء! و الموت مع الكرامة و العزة هو بعينه الحياة و البقاء!
مت عزيزا حتى تخلو الحياة الدنيا و زينتها لللئام و الجبناء الذين مردوا على النفاق من آل سعود و آل الصباح و الفراعنة...هي الدنيا أخي جاعت فيها الأنبياء كرامة و شبعت فيها بطون البهائم !
مت عزيزا يا شعب النشامة و الرباط إلى يوم الدين... فما أحلى المنون في سبيل الله و الأوطان... الم يقل الحق تبارك و تعالى. { وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }. آل عمران 157.
و كلمة أخيرة إلى هؤلاء الزعماء و الرؤساء و الملوك الذين استولوا على الحكم و الكراسي بالنصب و الاحتيال, بالقوة و الانقلابات و الذين باعوا المسجد الأقصى المبارك أول القبلتين و ثالث الحرمين لأحفاد القردة و الخنازير و بثمنه قتلوا الرجال و ذبحوا الأطفال و سلبوا النساء... و إلى هؤلاء أشباه العلماء بل العملاء الذين عاشوا ذيولا للسلاطين يفرخون لهم الفتاوى لقهر الشعوب و إذلالها... سوف تلعنكم صرخات الأطفال الأبرياء الممزقة أجسادهم أشلاء على أرض غزة هاشم...سوف تلعنكم دموع الثكالى اللواتي يندبن فلذات أكبادهن المتناثرة في سماء غزة أرض العزة و الشموخ... سوف يلعنكم من في الأرض جميعا و من في السماء ! يلعنكم النجم إذا هوى و الشجر إذا أورق و الرعد إذا ابرق ! سوف يلعنكم كل شيء ...الحجر في يد الطفل, النار في يد المقاوم, الماء في السحاب, و حتى الكلاب سوف تلعنكم يا كلاب !
بقلب جريح انحني أمام أرواح الشهداء الذين رووا الأرض المقدسة بدمائهم الزكية ثم في موكب مهيب ارتقوا إلى منازل المجد و الخلود . و في الختام أعزي نفسي و أهلي بفلسطين الحبيبة بحديث النبي صلى الله عليه و سلم
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوّهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله، وأين هم؟ قال: ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس.» أحمد.
صبرا آل غزة...فموعدكم الجنة.