Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
15 janvier 2016 5 15 /01 /janvier /2016 20:14
بوشاقور خليفه

بوشاقور خليفه

كنت دائما أتردد عن الكتابة عن أبي و عن جهاده و عمله أثناء الثورة التحريرية و بعد الاستقلال لأنه كان لا يحب الثاء و المدح على واجب قام به في سبيل الله أو في سبيل الوطن... فقد كان أبي رحمة الله عليه من أسرة لا تحب الشهرة و الظهور و السؤدد...اليوم لما رأيت بعض الناس يتشدقون بالجهاد و يتغنون بالوطنية بكرة و أصيلا و هم لم يقدموا لا لله و لا للوطن شيئا يذكر من نفس أو نفيس , ارتأيت بعد استخارة الله عز و جل أن أكب سطرا أو سطرين عن أبي الكريم من باب بر الوالدين و من باب الجرح و التعديل لإعادة الاعتبار لبعض الرجال ...

أثناء الثورة عرف أبي السجون و المعتقلات و التعذيب النفسي و البدني الرهيبين بالماء و الكهرباء و غيرهما من أنواع العذاب في زنازين الاستعمار الفرنسي البغيض... صودر دكانه و أملاكه و حكم عليه بالإعدام و لكن إرادة الله كانت أقوى من إرادة فرنسا فعاش أبي حتى أدرك الاستقلال و الحرية المنشودة...و لم يكن أبي في نظر وجوه الجفاف مجاهدا لأنه لم يحمل البندقية أو الرشاش و كأن القوم كلهم حملوا البندقية و الرشاش!!! المهم بعد الاستقلال عمل أبي بكد يده و أكل بعرق جبينه فاشتغل كفلاح خدم الأرض و خدمته فأعطاها من جهده فأعطته من خيراتها و بركاتها ثم مارس التجارة و كان نعم التاجر الصدوق الأمين بشهادة سكان بلدية عين كرشة, عين البستان كما كانت تسمى, فلم يكن أبي من المطففين و المرابين و المحتكرين , فوفي الكيل و الميزان لأنه كان مؤمنا بالله و باليوم الآخر و الحساب ...

و في يوم 17 أفريل 2006 بعد منتصف الليل توفي أبي و غادر الحياة الدنيا الفانية و لم يأخذ معه سوى كتابه المنقوش عليه لا اله إلا الله محمد رسول الله فقط لا جمهورية جزائرية و لا ديمقراطية شعبية و لا عضوية حزبية...و أرجو أن ينال بفضل هذه البطاقة الغالية ما كان يرجو دوما في حياته عفو الله و رضاه...اللهم نور قبره في هذه الساعة و طيب ثراه و اجعل الجنة يوم القيامة مثواه...آمين. عذرا أبي غفر الله لي و لك.

للعلم لا رياء و لا سمعة و لا طمعا في خزف الدنيا و غبارها فقد عرفت السجن والتعذيب و أنا طفل صغير عمري حوالي سبع سنوات حين ألقي القبض علي من طرف الجيش الفرنسي و القوا بي في زنزانة ضيقة جدا مساحتها أقل أو أكثر من متر مربع و كنا في خمس أو ست أطفال كبيرنا لم يتجاوز العاشرة من عمره...كنا نعتدي على أولاد الكولون بالضرب و السب...كان ذلك في بداية الستينات بعين كرشة, أتذكر منهم بوشوارب ع. و بوشاقور ع. و بهلول ح. و آخرين ما زالوا على قيد الحياة و الحمد لله رب العالمين...

وغدا توفى النفوس ما كسبت و يحصد الزارعون ما زرعوا

فان أحسنوا فلأنفسهم و إن أساءوا فبأس ما صنعوا .

و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على جرائم فرنسا في الجزائر فقط...شهادة للتاريخ...اللهم اغفر لي و لوالديا و لجميع المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات...آمين.

Partager cet article
Repost0

commentaires

Présentation

  • : Le blog de Bouchagour Brahim
  • : JE SUIS LIBRE DONC JE PENSE LIBREMENT. CEPENDANT JE PEUX AVOIR RAISON COMME JE PEUX EN AVOIR TORT CAR JE SUIS UN HOMME ET L'HOMME EST IMPARFAIT DANS SA CONCEPTION.
  • Contact

Recherche

Liens